واحة سيوة

 واحة سيوة
سيوة (بالتاسيويتي:ⵉⵙⵉⵡⴰⵏ أو isiwan) هي مدينة وواحة مصرية في الصحراء الغربية، تبعد حوالي 300 كم عن ساحل البحر المتوسط إلى الجنوب الغربي من مرسى مطروح، وتتبع محافظة مطروح إدارياً. ينتشر في أرجائها الآبار والعيون التي تستخدم لأغراض الري والشرب وتعبئة المياه الطبيعية والعلاج، وبها أربع بحيرات كبرى، فيما اكتشف بها عدة أماكن أثرية مثل معبد آمون، الذي يشهد ظاهرة الاعتدال الربيعي مرتان كل عام، ومقابر جبل الموتى، وأعلنت بها محمية طبيعية تبلغ مساحتها 7800 كم، تضم عدة أنواع لأشكال الحياة الحيوانية والنباتية. يقطن الواحة ما يقارب من 35 ألف نسمة تقريباً، يعمل أغلبهم بالزراعة أو السياحة. يسود المناخ القاري الصحراوي الواحة، فهي شديدة الحرارة صيفاً، أما شتاؤها فدافئ نهاراً شديد البرودة ليلاً.[5][6]:391:393
تشتهر سيوة بالسياحة العلاجية حيث يتوفر برمالها العناصر الطبيعية الصالحة لأغراض الطب البديل. فيما تعتبر رحلات السفاري باستخدام سيارات الدفع الرباعي من الرحلات المحببة لزائري الواحة. وتشير بعض الإحصائيات إلى أن سيوة تستقبل حوالي 30 ألف سائح سنوياً من المصريين والأجانب.[7] وصنفها عدد من المواقع الأجنبية والعَربية ضِمن أكثر 9 أماكن عُزلة على كوكب الأرض.[8] للعمارة في سيوة طابع خاص ومميز حيث تبنى المنازل التقليدية بحجر الكرشيف الذي يتكون من الملح والرمال الناعمة المختلطة بالطين، وتصنع الأبواب والنوافذ من أخشاب شجر الزيتون والنخيل.[9] وتعد فنون التطريز والصناعات الفخارية اليدوية من أميز الحرف التقليدية بالواحة، والتي يأتي على رأسها طحون الطاجين، وأواني الطهي الصحراوية ذات الشكل الهرمي التقليدي والمزخرفة بشكل جميل.[10] ولأهل سيوة عيد خاص وهو عيد الحصاد الذي يحتفلون به عند اكتمال القمر بالسماء في شهر أكتوبر من كل عام.

التسمية

يرجح البعض أن اسم سيوة جاء من كلمة "سيخت آم" وتعني أرض النخيل، أو يعود إلى الاسم القديم "ثات". وسميت الواحة قديماً بأسماء عديدة منها "بنتا"، وقد وجد هذا الاسم في أحد النصوص المدونة في معبد إدفو، وسُميت "بواحة آمون" حتى عهد البطالمة الذين سموها "واحة جوبيتر آمون"، وعرفها العرب باسم "الواحة الأقصى"، وهو الاسم الذي ورد في خطط المقريزي. في حين أشار إليها ابن خلدون باسم "تنيسوة"، وهو اسم لفرع من قبائل الزنتانة في شمال إفريقيا، كما أشار إليها الإدريسي باسم "سنترية"، وقال إنه يسكنها قوم خليط بين البربر والبدو.
العصر القديم:
قبل عام 2900 ق.م دأب قوم من الليبيين يعرفون بأهل التمحو أو التنحو على مهاجمة الوجه البحري، وكانوا يتخذون من واحة سيوة مركزاً لزحفهم على مصر، فقام الملك "سنفرو" آخر ملوك الأسرة الثالثة بمهاجمة الواحة والاستيلاء عليها، ليتقي شر الليبيين. وفي عام 1970 ق.م أغارت القبائل الليبية على الوجه البحري عن طريق سيوة، فقاتلهم الملك "سيزوستريس" ثاني ملوك الأسرة الثانية عشر، ليردهم إلى بلادهم منهزمين. وفي عام 1547 ق.م هاجم الليبيين مصر مستغلين انشغال حاكمها بالحرب في بلاد النوبة، إلا أن الملك "أمنحتب الأول" أنزل بهم خسائر فادحة. وفي عهد الملك "منفتاح" صد الفرعون هجوم الليبيين براً وبحراً.[6]:14:15

جيش قمبيز

عقب احتلال الفرس لمصر أرسل قائدهم قمبيز جيشه لاحتلال سيوة التي كان كهنة الإله آمون في معبدها قد تَنَبَّؤُوا له بنهاية هالكة، فجهز جيشاً قوامه خمسون ألف جندي لهدم معبد آمون واحتلال الواحة، إلا أن هذا الجيش ضل طريقة وهلك في الصحراء ولم يصل إلى سيوة. وبعد تلك الحادثة تحققت نبوءة الكهنة في قمبيز فمرض ومات.
زيارة الإسكندر الأكبر
بعد دخول الإسكندر الأكبر مصر وإنشاءه مدينة الإسكندرية، قرر زيارة معبد آمون بسيوة الذي نال شهرة واسعة بعد حادثة جيش قمبيز. وفي شتاء عام 331 ق.م وصل الإسكندر إلى معبد آمون بسيوة واصطحبه الكاهن الأكبر إلى قدس الأقداس ـ وهو حجرة مظلمة لا يدخلها إلا الكاهن الأكبر والملك ـ ولم يسمح لأي من مساعديه بمرافقته. وحين خرج الإسكندر من المعبد بدا عليه الارتياح، ورفض الإفصاح عما حدث بالداخل، وكان كل ما قاله لأصدقاؤه «سمعت ما يحبه قلبي».

العصور الوسطى

ظلت سيوة مستقلة في حضارتها وأسلوب حياتها بعد الفتح الإسلامي لمصر، وقد حاول القائد موسى بن نصير فتحها في عام‏ 708م خلال العصر الأموي بصفته حاكم شمال أفريقيا، فتحرك إليها فوجد مدينة يحيط بها حصن عظيم له أبواب حديدية،‏ ولكنه وجد صعوبة في دخولها فتركها، ومن المرجح أن دخول الدين الإسلامي إلى سيوة كان قبل نهاية القرن الأول الهجري‏.‏ وفي عام 969م استولت الجيوش الفاطمية على الواحة.

العصر الحديث

في فبراير 1820 جهز محمد علي باشا تجريدة من 1300 جندي بقيادة حسن بك الشماشرجي لفتح سيوة، ونشب قتال بين القوات وأهل الواحة انتهت بانتصار قوات محمد علي واعترافهم بالولاء للحكومة المصرية.[20]:152:153 وفي العصر الحديث دخلت جيوش المحور الواحة واحتلتها في 20 يوليو 1942، وجلائهم عنها في 8 نوفمبر 1942 بعد انكسارهم في معركة العلمين.
____________________________________________________________________________

معبد آمون[عدل]

معبد آمون ويسمى أيضاً معبد الوحي أو معبد التنبؤات أو معبد الإسكندر هو أحد أهم المعالم الأثرية في واحة سيوة، وأقيم في العصر الفرعوني لنشر ديانة آمون بين القبائل والشعوب المجاورة نظراً لموقع سيوة كملتقى للطرق التجارية بين جنوب الصحراء وشمالها وغربها وشرقها. يقع المعبد على مسافة 4 كم شرق مدينة سيوة، واشتهر بزيارة القائد المقدوني الإسكندر الأكبر بعد فتحه مصر في عام 331 ق.م.[5][38][39][40] ويشهد المعبد ظاهرة فلكية تسمى الاعتدال الربيعي حيث يتعامد قرص الشمس على المعبد مرتين كل عام، في 20 أو 21 مارس وهو تاريخ الاعتدال الربيعي، و22 أو 23 سبتمبر وهو تاريخ الاعتدال الخريفي، وترصد الظاهرة اليوم الوحيد في العام، حيث يتساوى الليل والنهار بعد 90 يوماً من أقصر نهار في العام، وبعده بتسعين يوماً آخرين يقع أطول نهار في العام.[41]

معبد أم عبيدة[عدل]

معبد أم عبيدة هو معبد آمون الثاني بالواحة ويقع بالقرب من معبد الوحي‏، شيده الفرعون المصري نكتنابو الثاني أو نختانبو الثاني من الأسرة الثلاثين، ويتميز بصورة للفرعون وهو يركع للإله آمون. اختلفت الروايات حول كيفية تدمير المعبد، فبعضها يشير إلى أن زلزال حدث عام‏ 1881 تسبب في تدمير المعبد، والبعض الآخر يورد أنه تم تفجير المعبد في عام 1897 على يد مأمور سيوة محمود عزمي الذي كان قد نُقل إلى سيوة بعد الثورة العُرابية لتعاطفه معها.[15][14][42]











































قلعة شالي

يرجع تاريخ تأسيس مدينة شالي إلى عام‏ 1203، واسمها يعني المدينة‏ في اللغة السيوية‏.‏ وكان للمدينة باب واحد فقط بغرض الاطمئنان على دفاعاتها، وسمي "أنشال" بمعني باب المدينة، وفي الجهة الشمالية من سور المدينة يوجد الجامع القديم، وفتح للمدينة باب ثان في الجهة الجنوبية سمي "أترات" بمعنى الباب الجديد‏، وكان يستخدم للذين يفضلون تحاشي المرور أمام الأجواد وهم رؤساء العائلات، ولم يكن يعرف مكان هذا الباب إلا أهل سيوة، فكانوا يستخدمونه سراً للخروج أو الدخول‏ في حالة حصار المدينة، ولأن العادات السيوية تمنع خروج النساء إلا في أضيق الحدود ودون الاختلاط بالرجال، تم فتح باب ثالث سمي "قدوحة"، وكان لا يسمح للنساء عند خروجهن إلا باستعمال هذا الباب فقط. استخدم في بناء منازل المدينة حجر الكرشيف الطيني المستخرج من الأرض المشبعة بالملح‏، لأنه حين يجف يصبح شبيهاً بالأسمنت في صلابته‏.‏ وفي عام‏ 1820 فتحت قوات محمد علي باشا سيوة، وأخضعتها لسلطة الحكومة، فتمتعت المدينة بالأمان والحماية، وسمح مجلس الأجواد في عام‏1826 للأهالي ببناء منازلهم خارج أسوار المدينة.‏ وفي عام‏ 1926 انهار عدد كبير من منازل المدينة وتصدع الباقي منها نتيجة للأمطار الغزيرة، فهجر السكان شالي وشيدوا منازل جديدة عند سطح الجبل‏.‏












































السياحة

ومن الأماكن الطبيعية التي يحرص السائحون على زيارتها جزيرة فطناس التي تحيط بها بحيرة مالحة من ثلاث جهات، ويتوسطها عين للمياه العذبة، وينتشر على أرضها أشجار النخيل والزيتون. فيما تعتبر رحلات السفاري باستخدام سيارات الدفع الرباعي من الرحلات المحببة لزائري الواحة، يقضون خلالها ليلة سمر سيوية وسط الطبيعة الصحراوية الفريدة للمكان. وينتشر بسيوة الفنادق والمنتجعات بدءاً من فنادق الثلاث نجوم، وحتى منتجعات الخمس نجوم، التي تنسجم مع الطابع البيئي للواحة، وتحرص على أن يكون أثاثها ومفروشتها وتصاميم غرفها في اتساق تام مع التراث السيوي. وتشير بعض الإحصائيات إلى أن سيوة تستقبل حوالي 30 ألف سائح سنوياً من المصريين والأجانب.















































































تعليقات